هب ان الضبع قال للاسد : يا سيد السباع !.... غير اسمي فإنه قبيح .
قال الأسد له : انت خائن لا يصلح لك غير هذا الإسم .
قال الضبع : فجربني .
فأعطاه الأسد قطعة لحم وقال : إحفظ لي هذه إلى غد وأنا أغير اسمك .
فجاع الضبع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر .
فلما غلبته نفسه قال : واي شيء باسمي ؟ .. وما الضبع إلا اسم حسن ... ثم أكل قطعة اللحم .
وخان الأمانة وفشل في الإختبار .
قال ابن الجوزي معلقا : وهكذا خسيس الهمة ، القنوع باقل المنازل ، الذي يختار عاجل الهوى على آجل الفضائل .
وهذا الضبع الخائن يمثل كل من خان حمل الأمانة ولم يصبر على البلاء فيها والإمتحان .
وحين سقط ... سقط من أجل نفسه وهواها .
سقط من أجل دنيا يريدها أو مال أو سلطة .
وهناك من سقط من أجل أن يصعد غيره وهو الأحمق الذي باع آخرته بدنيا غيره .
وأعظم هؤلاء الساقطين هم بعض من نسميهم علماء الأمة وهم بالفعل يحملون علم وفير ولكنهم خدعوا الناس بعلمهم ومعسول قولهم حتى وقت احتاجت الأمة لموقف حاسم منهم إذ بهم يفضلون العيش في كنف الغالب ولو كان ظالما ولو كان فاسدا أو فاسقا أو مضيعا لدين الله ومحاربا لشريعته .
وبدلا من الصبر على أن يعيشوا او يموتوا بكرامة فقد فضلوا العيش بمهانة ويظنون أنهم سيموتون بكرامة مع ان سنة الله أن من عاش على شيء مات عليه .
دولة السلاجقة – دكتور على الصلابي .